حكايات من التراث الشعبي اليمني – الزفة القاتلة

هذه القصة حقيقية حصلت قديما في إحدى القرى اليمنية

كانت هناك إحدى الفتيات توفيت أمها وهي لا تزال رضيعة فتزوج أباها من أخرى وبعدها بقليل أنجبت له زوجته الجديدة بنتا أخرى كبرت البنتان مع بعض ولكن زوجة الأب كانت تدلل ابنتها بكثرة وتقسو على ابنة زوجها مما أفسد الابنة الصغيرة وجعلها مغرورة لا تبالي بشيء ومما أفسد أيضا أخلاقها فقد كانت على علاقة محرمة بأحد أبناء القرية وقد عرفت أختها الكبيرة بالأمر ولكنها خافت البوح به خوفاً من خالتها زوجة أبيها

خرجت البنتان في يوم من الأيام ترعيان الأغنام وقد لمح البنت الكبيرة ابن شيخ القرية فأعجبته وقرر الزواج بها وعندما ذهبت أمه لخطبه البنت الكبيرة أحتالت الأم عليها وأعطتها بنتها على أنها البنت الكبيرة التي أعجب بها الفتى مما أحزن البنت الكبيرة كثيرا لإنها تعرف جيدا أنها كانت هي المطلوبة وليست أختها ولكنها ضعيفة لا تستطيع عمل شيء إلى أن جاءت ليلة الدخلة والنساء تزف العروس لكي تذهب لبيت زوجها عندها تقدمت البنت الكبيرة وأخذت الصحن من يد المغنية التي تزف العروس وقالت : ما أحد بايزف أختي في ليلة عرسها إلا أنا وسط استغراب النساء وبالأخص زوجة الأب وعندها أنشدت البنت تقول: وأرحبي يا صحن مخزوق .. يامدقة للسحوق .. وأرحبي لا كان جيتي .. كان تعشي وأرقدي (المقصود بهذه الأبيات أنها تلمح لزوجة أبيها أن العروس لم تعد بكرا وكان الأحرى بها أن لا تزف للعريس خشية الفضيحة) ففهمت زوجة الأب الأبيات وطلبت من البنت الكبيرة تكرارها فكررتها فعندئذ لم تدر زوجة الأب ما العمل خوفا من الفضيحة فاستأذنت الحاضرات بأن العروس لم تتناول طعام العشاء وأنها يجب أن تعشيها بنفسها وعندئذ أدخلتها الديمة (المطبخ) وقامت بعمل عصيد وأخذت العصا التي تقوم بتقليب العصيد وأدخلت بها العصيد إلى حلق أبنتها وهي حارة جدا مما أدى إلى اختناق ابنتها ووفاتها في الحال وعندها خرجت وهي تبكي وتقول بأن العروس أختنقت بالعصيد وقامت بالحال بتجهيز البنت الكبيرة وزفها للعريس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *