شهادة الزور ٣ – حكاية شعبية من التراث اليمني

الجزء الثالث

 

لقراءة الجزء السابق اضغط هنا 

 

رجع الخادم إلى الأمير وقال: قالت حاجتها عند الله تعالى.

قال الأمير: ارجع إليها وقل لها أن تدخل إلى بستان القصر وتجلس في الغرفة التي فيها. ذهب الخادم إليها وأخبرها فوافقت المرأة وقالت حبا وكرامه فأمر الأمير بخادمة تخدمها وتعطيها الملابس وتسألها عن حاجتها فسألت الخادمة ما حاجتك. قالت المرأة حاجتي عند الله تعالى. وفي يوم من الأيام خرج الأمير يتنزه في بستان القصر فرأى المرأة

وقال: سبحان الخالق الذي خلق هذا الجمال وفي قصري وأنا لا أعلم بذلك رجع مسرعاً إلى القصر وأخبر أمه بجمال المرأة التي تسكن في بستان القصر، وقال لأمه بأنه يرغب الزواج بها على سنة الله ورسوله

فذهبت الأم إلى المرأة وأخبرتها بطلب الأمير.

قالت المرأة أنا امرأة معوقه وكنت متزوجة ولم أرزق بأولاد ولا أصلح لأي شيء. رجعت الأم إلى الأمير وأخبرته بما قالت المرأة فقال الأمير : أنا موافق بكل ما فيها من عيوب رجعت الأم إلى المرأة وقالت لها بأن الأمير موافق فوافقت المرأة وقالت حبا وكرامه.

فقال الأمير: اسألوا ما حاجتها ؟

قالت حاجتي عند الله تعالى. فحددوا موعد العرس وقال الأمير أريد عرساً يسمع به من كان في أقصى البلاد إلى أدناها

و أمر الأمير الجواري أن يذهبن مع العروس إلى الحمام للاغتسال والتجهيز للعرس.

ذهبت إلى الحمام فلما وصلن بكت العروس بشدة

وقالت: للجواري بأن يخرجن من عندها .. فقالت جارية: نحن هنا لنساعدك من أجل الاغتسال .

فقالت العروس اخرجن للحظات. فلما خرجن قالت: يارب ساعدنی یا قادر يا قوي مالي سواك معين. وفي لحظه أرسل الله ملك على هيئة رجل

قالت: أعوذ بالله منك من أنت؟

قال: أنا حاجتك المقصودة قالت: حاجتي عند الله، قال لها: أنتي فقدتي يديك في محبة الله والنبي، قالت: نعم ، قال لها هذه اليد ترجع إليك بقدرة الله ومحبته، وهذه اليد الأخرى ترجع إليك في محبة الله و النبي، واختفى

نظرت إلى يديها وإذا هن سليمتان فصاحت بأعلى صوته : شكرا لله ! شكرا لله ! شكرا الله !

سمعن الجواري صياحها فدخلن عليها فرأين يديها سليمتان فقالت لهن رجعت يداي في محبة الله والنبي ، ثم اغتسلين ورجعين إلى القصر ؛ فأخبرت الجارية الأمير بأن العروس يداها سليمتان. فقال الأمير: كيف ذلك؟ وقد كانت بدون يدين؛ ردت العروس قائله: رجعين في محبة الله والنبي.

قال الأمير للعروس: ماهي قصتك ؟ قالت: لا تسألني قصتي لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، فجاء يوم العرس الكبير وذبحت الذبائح وحضر الناس من أقصى البلاد إلى أدناه وفرح الناس جميعاً بهذا العرس الميمون.

وبعد مرور سنه من زواجهما رزق الأمير بولد ومرت السنة الثانية ورزق بمولود آخر، وفي يوم من الأيام رأت زوجة الأمير رجل ينادي من يساعده في محبة الله والنبي فعرفته.

 

#يتبع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *