حكايات من التراث الشعبي اليمني – رواية الجرجوف 01

الجزء الأول

 

 

ذات يوم من أيام الزمان خرج سرب من الصبايا من قريتهن يحملن على رؤوسهن جراراً فارغة باحثات عن ثمار الدوم فوق أشجار العلب، وكلهن أمل أن يعدن إلى القرية وقد ملئت جرارهن بها.

كان عددهن سبع صبايا متقاربات الأعمار متشابهات الملابس والزينة، إذ عمدت كل صبية إلى ارتداء أحسن ملابسها أو ملابس أمها

وتزينت بحليها، إلا أن الغيرة كانت تختلف عنهن مظهراً ، إذ أنها لا ترتدي سوى أسمال بالية.

واصلن السير وعيونهن تبحث في كل شجرة ((علب)) عن ما على أغصانها من ثمار، حتى أدى بهن السير إلى واد فسيح انتصبت وسطه شجرة علب كبيرة مثقلة بالثمار التي كادت تغطي أوراقها الخضراء.

وقفن تحتها ينظرن إلى الثمار المعلقة ويتشاورن في طريقة تمكنهن منها، فلم يجدن بداً من طلوع واحدة منهن شجرة العلب لقطف ثمارها، أو لهز أعشابها المثقلة ليتساقط ما عليها من ثمار، فتعلقت عيونهن بالفتاة الكبيرة وقلن لها:  اطلعي أنت ونحن سنساعدك وسنملاء جرارنا مع جرتك بالتساوي. رفضت الكبيرة الطلوع متعذرة بخوفها على الثوب الجديد الذي ترتديه من أن يشتبك بالأشواك ويتمزق فأجابت متعذرة: قميص أمي الجديد بايختزق.

فقلن للتي تليها:  اطلعي أنت.

أجابت متعذرة : زنة – ثوب – أمي الجديدة باتختزق.

قلن للثالثة:  اطلعي أنت.

فأجابت : مقرمة أمي الجديدة باتختزق.

والرابعة : اطلعي أنت.

فردت : منديل أمي الجديد بايختزق.

الخامسة : اطلعي أنت.

فقالت : سروال أمي الجديد بايختزق.

السادسة : اطلعي أنت.

فأجابت :سبحة أمي الجديدة باتقتطع.

قبل أن تجيب السابعة وهي الصغرى بينهن أخذت عيونها تتفحص ملابسها لتتعذر بأي قطعة منها مثلما فعلت رفيقاتها الست، فلم تجد سوى أسمال بالية تعلو جسمها فوافقت على الطلوع خاصة وقد وعدنها بملأ جرتها مع جرارهن، فتسلقت الجذع بمساعدتهن، واحدة تسندها والأخرى ترفعها حتى تمكنت من الطلوع فصفقن فرحاً لأنهن سيحصلن على ما يطلبن من ثمار الدوم.

 

يتبع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *