الجزء اﻷول
الذي يحب النبي يصلي عليه ..
كان هناك أخوان متعاديان ، لايحب أحدهما الآخر أبدا ، وفي أحد اﻷيام مات اﻷخ اﻷصغر وزوجته تضع مولودا ، فأونجبت ولدا ، وعندما أتى اﻷخ اﻷكبر إلى زوجة أخيه ، قال لها إنه سيسمي ابن أخيه ، فوافقت المرأة ، ومن شدة كره الرجل ﻷخيه ، كره ابنه أيضا ، فأطلق عليه اسما مخزيا فأسماه ” بخت ” .
وعندما كبر بخت كان يخرج للعب مع اصحابه ، فكانوا يستهزئون به ، ويضحكون على اسمه ، فيرجع إلى أمه باكيا ، ويسألها من الذي أطلق عليه هذا الاسم ، فقالت له والدته إن عمه من سماه بهذا الاسم ..
فقرر بخت اﻷنتقام من عمه عندما يكبر ، ويصير رجلا .
مرت اﻷيام ، وكبر بخت واتفق مع امه على اﻷنتقام ، فذهب لشراء عسل بكميات كبيرة برغم حالتهما الفقيرة ، فتحقق شراء جرة العسل الكبيرة ببيع ذهب امه وقررا أن يدعوا عمه إلى حفلة الغداء ..
قام بخت وأخذ جرة عسل ، وعمل بها فتحة من جانبها ، وفتحة في الجدار الذي سيعلق عليه الجرة بحيث تكون الفتحتان متقابلتين .
لبى عمه الدعوة بغير رضى ، وعندما انتهى عمه من الغداء أدخله الغرفة حيث جرة العسل ، وعندما نظر عمه إلى الجرة وهي تدر العسل ، سأله : ماهذا الشي الغريب العجيب يا أبن أخي بخت ؟
قال له بخت : إنها جرة سحرية ، تدر الكثير من العسل ، وتجعلك غنيا.
سأله : من أين لك هذه الجرة التي تدر عسلا وتجعلك غنيا في آن معا؟
أجابة : وجدتها في رأس الجبل العالي .
أندهش عمه ، ولم يصدقه .
فقال له بخت : أنظر ياعمي ، إذا لم تصدقني ، وجعل بخت يقول للجرة : ياجرة هزي ياعسل.
فتدر الجرة عسلت كثيرا .
وقد كانت هذه حيلة بين بخت وأمه ، بحيث عندما تسمع ابنها يقول :” ياجرة هزي عسل ” تقوم أمه بسكب العسل من فتحة الجدار الذي يصل إلى الغرفة الخلفية مكان الجرة.
فغر العم فاه من هول ماشاهد ، وكان بخت يرى عمه مشدوها الى الجرة ، ويتمنى أن يملك جرة مثلها ، فلما رأى بخت عمه في حالة كهذه ، فقال له :
إن كنت تريدها ياعمي فخذها وهنيئا لك ، وستكون عربونا للمحبة ، وصفاء النفوس بيننا ..
حكايتنا لم تنتهي انتظرونا في الجزء الثاني ….